للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلويين، قال علي بن يحيى بن المنجم فرأيته في النوم وهو يقول:

أيا عليّ ما ترى العجائبا ... أصبح جسمي في التراب غائبا

واستبدلت صاحب بعدي صاحبا

ومن شعر أبي عبد الله يعاتب فيه علي بن يحيى [١] :

من عذيري من أبي حسن ... حين يجفوني ويصرمني

كان لي خلا وكنت له ... كامتزاج الروح بالبدن

فوشى واش فغيّره ... وعليه كان يحسدني

إنما يزداد معرفة ... بودادي حين يفقدني

قال: واتصل بنجاح بن سلمة [٢] أن أبا عبد الله ابن حمدون يذكره بحضرة المتوكل ويتنادر به، فلقيه نجاح يوما فقال له: يا أبا عبد الله قد بلغني ذكرك لي بغير الجميل في حضرة أمير المؤمنين، أتحبّ أن أنهي إليه قولك إذا خلوت: «أتراني أحبه وقد فعل بي ما فعل؟! والله ما وضعت يدي على أذني الا تجدّدت له عندي بغضة» ، فقال ابن حمدون: الطلاق له لازم إن كان قال هذا قط، وامرأته طالق إن ذكره بغير ما يحبه أبدا.

وكان [٣] أبوه إبراهيم- وأظنّ أنه الملقب بحمدون- ينادم المعتصم ثم الواثق بعده، وكان يعابث المتوكل في أيام أخيه الواثق، وجاءه مرّة بحيّة وأخرج رأسها من كمه تعريضا بأمّه شجاع، وكان ذلك يعجب الواثق. ولما مات الواثق نادم حمدون المتوكل، فلما كان في بعض الأيام أمر المتوكل باحضار «فريدة» جارية أخيه الواثق، فأحضرت مكرهة ودفع إليها عود فغنّت غناء كالنّدبة، فغضب المتوكل وأمرها أن تغني غناء، فغنّت بتحزّن وشجى، فزاد ذلك في طيب غنائها، فوجم حمدون للرقة التي تداخلته، فغضب المتوكل ورأى أنه فعل ذلك بسبب أخيه الواثق حزنا عليه، وكان


[١] ورد الشعر في الديارات.
[٢] نجاح أحد كتاب الدولة العباسية، قتل ستة ٢٤٥ (انظر فهرست تاريخ الطبري) والنصّ في الديارات.
[٣] النقل عن الديارات: ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>