والله يا ساداتي ما كنت على ما تظنون، وإنما لحق يققا- يعني سنوره- قولنج فاحتجت إلى حقنه، فأنا مشغول بذلك، فلما سمعنا قوله ورأينا الفعل في يده ورد علينا أعظم مورد من أمره، لتناهيه في التذارة إلى ما لا غاية بعده، وقلنا: ما يجوز أن نصعد إلى عندك فنعوقك عن استتمام ما أنت فيه، وإنما جئناك لتعرّف خبرك، وقد بلغنا ما أردناه، وانصرفنا.
قال: واختاره في كل شيء نديما «١» ، وكانت صحبته له قبل الوزارة وبعدها إلى أن فرقّ بينهما الموت.
وكتب أبو الفرج إلى المهلبي يشكو الفأر ويصف الهرّ:
يا لحدب الظهور قعص الرقاب ... لدقاق الأنياب والأذناب
خلقت للفساد مذ خلق الخل ... ق وللعيث والأذى والخراب
ناقبات في الأرض والسقف والحي ... طان نقبا أعيا على النّقّاب
آكلات كلّ المآكل لا تأ ... منها شاربات كلّ الشراب
آلفات قرض الثياب وقد يع ... دل قرض القلوب قرض الثياب
زال همي منهنّ أزرق ترك ... يّ السبالين أنمر الجلباب
ليث غاب خلقا وخلقا فمن لا ... ح لعينيه خاله ليث غاب
ناصب طرفه إزاء الزوايا ... وإزاء السقوف والأبواب
ينتضي الظفر حين يظفر للصي ... د وإلا فظفره في قراب
لا يري أخبثيه عينا ولا يع ... لم ما جنتّاه غير التراب
قرطقوه وشنّفوه وحلّو ... هـ أخيرا وأولا بالخضاب
فهو طورا يمشي بحلي عروس ... وهو طورا يخطو على عنّاب
حبذا ذاك صاحبا هو في الصح ... بة أوفى من أكثر الأصحاب
وحدث القاضي أبو علي المحسن بن علي التنوخي في «كتاب نشوار المحاضرة» قال «٢» : ومن طريف أخبار العادات أني كنت أرى أبا الفرج علي بن