للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الغفار بن غنيمة قال: كان أبو الفرج الكاتب الأصبهاني صاحب «كتاب الأغاني» كاتبا لركن الدولة حظيا عنده محتشما لديه، وكان يتوقع من الرئيس أبي الفضل ابن العميد أن يكرمه ويبجله ويتوفر عليه في دخوله وخروجه، وعدم ذلك منه فقال:

مالك موفور فما باله ... أكسبك التيه على المعدم

ولم إذا جئت نهضنا وإن ... جئنا تطاولت ولم تتمم

وإن خرجنا لم تقل مثل ما ... نقول: قدّم طرفه قدّم

إن كنت ذا علم فمن ذا الذي ... مثل الذي تعلم لم يعلم

ولست في الغارب من دولة ... ونحن من دونك في المنسم

وقد ولينا وعزلنا كما ... أنت فلم نصغر ولم تعظم

تكافأت أحوالنا كلّها ... فصل على الإنصاف أو فاصرم

وقد روى أبو حيان في «كتاب الوزيرين» «١» من تصنيفه من خبر هذه الأبيات غير هذا وقد ذكرناها في أخبار ابن العميد من هذا الكتاب.

قرأت في بعض المجاميع لأبي الفرج الأصبهاني:

حضرتكم دهرا وفي الكم تحفة ... فما أذن البواب لي في لقائكم

إذا كان هذا حالكم يوم أخذكم ... فما حالكم تالله يوم عطائكم

قال ابن عبد الرحيم: حدثني أبو نصر الزجاج قال: كنت جالسا مع أبي الفرج الأصبهاني في دكان في سوق الوراقين، وكان أبو الحسن علي بن يوسف بن البقال الشاعر جالسا عند أبي الفرج ابن الخراز الوراق وهو ينشد أبيات إبراهيم بن العباس الصولي التي يقول فيها:

رأى خلّتي من حيث يخفى مكانها ... فكانت قذى عينيه حتى تجلّت

فلما بلغ إليه استحسنه وكرره، ورآه أبو الفرج فقال لي: قم إليه فقل له قد

<<  <  ج: ص:  >  >>