فلا تفضحنّ النفس يوما بشربها ... إذا لم تثق منها بحسن السرائر
وله أيضا:
تعرضت الدنيا بلذة مطعم ... وزخرف موشيّ من اللبس رائق
أرادت سفاها أن تموّه قبحها ... على فكر خاضت بحار الدقائق
فلا تخدعينا بالسراب فاننا ... قتلنا نهانا في طلاب الحقائق
وحدث البندنيجي قال: كان الناس يظنون بمنوجهر بن قابوس ما كان في أبيه من الأدب والفضل، ولم يكن كذلك، فلما انتقل الأمر إليه قصد بما يقصد به مثله، وكان لا يوصل إليه إلا القليل، ولا يتقبل ما يمدح به، ولا يهش لشيء من هذا الجنس لتباعده عنه، وكان مع هذه الحالة فروقة قليل البطش، فمدحه ابن هندو بقصيدة وتأنق فيها وأنشده إياها، فلم يفهمها ولم يثبه عليها، فقال:
يا ويح فضلي أما في الناس من رجل ... يحنو عليّ أما في الأرض من ملك
لأكرمنّك يا فضلي بتركهم ... وأستهيننّ بالأيام والفلك
فقيل لمنوجهر: إنه قد هجاك لأن لقبه كان فلك المعالي، فطلبه ليقتله فهرب إلى نيسابور وانفلت منه.
وله «٢» :
حللت وقاري في شادن ... عيون الأنام به تعقد
غدا وجهه كعبة للجمال ... ولي قلبه «٣» الحجر الأسود