للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرأت بخط الشيخ أبي محمد ابن الخشاب، حدثني الشيخ الصالح أبو صالح قرطاس بن ألطنطاش الظفري الصوفي التركي من لفظه قال: سمعت ابن الرملي يقول وكان مسنّا: حضرت مجلس أبي القاسم المرتضى وأنا إذ ذاك صبيّ، فدخل عليه بعض أكابر الديلم، فتزحزح له وأجلسه معه على سريره، وأقبل عليه مسائلا، فسارّه الديلمي بشيء لم نعلم ما هو، فقال له متضجرا: نعم، وأخذ معه في كلام كأنه مدافعه، فنهض الديلمي، فقال المرتضى بعد نهوضه: أهؤلاء يريدون منا أن نزيل الجبال بالريش؟! وأقبل على من في مجلسه فقال: أتدرون ما قال هذا الديلمي؟

فقالوا: لا يا سيدي، فقال قال: بيّن لي هل صحّ إسلام أبي بكر وعمر؟

قلت أنا رضي الله عنهما.

قرأت في بعض كتب «١» الحسن بن جعفر بن عبد الصمد بن المتوكل بخطّه:

حدثني الفصيحي النحوي قال: اطلع المرتضى من روشنه فرأى المطرز الشاعر وقد انقطع شراك نعله وهو يصلحه، فقال له: فديت ركائبك، وأشار إلى قصيدته التي أولها:

سرى مغرما بالعيس ينتجع الركبا ... يسائل عن بدر الدجى الشرق والغربا ع

لى عذبات الجزع من ماء تغلب ... غزال يرى ماء القلوب له شربا

إلى قوله:

إذا لم تبلّغني إليكم ركائبي ... فلا وردت ماء ولا رعت العشبا

فقال مسرعا: أتراها ما تشبه مجلسك وخلعك وشربك؟ أشار بذلك إلى أبياته التي أولها:

يا خليليّ من ذؤابة قيس

مذكورة في أول ترجمته قيل إنه لما خلع وهب النوم «٢» .

<<  <  ج: ص:  >  >>