فماذا الذي من غير وعد أتى بها ... ومن ذا «١» على بعد المزار هداها
وقالوا عساها بعد زورة باطل ... تزور بلا ريب فقلت عساها
وأنشد له فيه «٢» :
وطرقنني وهنا بأجواز الفلا ... وطروقهنّ على الفلا تخييل
في ليلة وافى بها متمنّع ... ودنت بعيدات وجاد بخيل
يا ليت زائرنا بفاحمة الدجى ... لم يأت إلا والصباح رسول
فقليله وضح الضحى مستكثر ... وكثيره غبش الظلام قليل
ما عابه، وبه السرور، زواله ... فجميع ما سرّ القلوب يزول
ومن خطه: سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان يقول: ذكر شيخنا أبو الفضل محمد بن طاهر [المقدسي]«٣» الحافظ ونقلت من خطه: سمعت الكيا أبا الحسين يحيى بن الحسين العلوي الزيدي، وكان من نبلاء أهل البيت، ومن المحمودين في صناعة الحديث وغيره من الأصول والفروع، يقول وقد دخل عليه بعض الشعراء فمدحه بقصيدة، فلما خرج قال: يا أبا الفضل، الناس ينظرون إليّ وإلى المرتضى ولا يفرّقون بين الرجلين، المرتضى يدخل عليه من أملاكه كلّ سنة أربعة وعشرون ألف دينار، وأنا آكل من طاحونة لأختي ليس لي معيشة غيرها.
قال أبو الفضل المقدسي: وذكر بين يديه يوما الامامية فذكرهم بأقبح ذكر وقال:
لو كانوا من الدوابّ لكانوا الحمير، ولو كانوا من الطيور لكانوا الرخم، وأطنب في ذمهم. وبعد مدة دخلت على المرتضى، وجرى ذكر الزيدية والصالحية أيهما أفضل، فقال: يا أبا الفضل تقول أيهما خير ولا تقول أيهما شرّ، فتعجبت من إمامي الشيعة في وقتهما ومن قول كلّ واحد منهما في مذهب الآخر، فقلت: قد كفيتما أهل السنة الوقيعة فيكما.