وصنف تصانيف منها: كتاب شرح الايضاح لأبي عليّ. وكتاب شرح مختصر الجرميّ. وكتاب البديع في النحو. وكتاب شرح البلغة. وكتاب ما جاء من المبنيّ على فعال. وكتاب التنبيه على خطأ ابن جني في فسر شعر المتنبي. وكتاب شرح سيبويه إلا أنه غسله، وذاك أن أحد بني رضوان التاجر نازعه في مسألة فقام مغضبا وأخذ شرح سيبويه وجعله في إجّانة وصبّ عليه الماء وغسله، وجعل يلطم به الحيطان ويقول: لا أجعل أولاد البقالين نحاة.
وكان مبتلى بقتل الكلاب وكسر بوقهم ويقول: ما الذي يمنعهم من نزول الشط؟ فقيل له: يمنعهم كلاب القصابين.
وسأل يوما أولاد الأكابر الذين يحضرون مجلسه أن يمضوا معه إلى كلواذى، فظنوا ذلك لحاجة عرضت له هناك، فركبوا خيولا وخرجوا وجعل هو يمشي بين أيديهم، وسألوه الركوب فأبى عليهم، فلما صار بخرابها وقفهم على ثلم، وأخذ كساء وعصا، وما زال يعدو إلى كلب هناك والكلب يثب عليه تارة ويهرب منه أخرى حتى أعياه، وعاونوه عليه حتى أمسكه، وعضّ على الكلب بأسنانه عضا شديدا والكلب يستغيث ويزعق فما تركه حتى اشتفى وقال: هذا غضّني منذ أيام وأريد أخالف قول الأول «١» :
شاتمني كلب بني مسمع ... فصنت عنه النفسا والعرضا
ولم أجبه لاحتقاري له ... من ذا يعضّ الكلب إن عضّا
وكان يوما يتمشى على شاطىء دجلة، والرضي والمرتضى العلويان في زبزب ومعهما أبو الفتح عثمان بن جني فقال لهما: من أعجب أحوال الشريفين أن يكون عثمان جالسا معهما في الزبزب، وعليّ يمشي على الشط بعيدا منهما.
وحدث أبو غالب محمد بن بشران النحوي الواسطي قال: قدم علينا علي بن عيسى الربعي النحوي إلى واسط ونزل في حجرة في جوار شيخنا أبي إسحاق الرفاعي، وكنت أتردد إليه أسائله، فقال لي أبو إسحاق يوما: قد انعكفت على هذا