تخاله جنح ظلام وقد ... صاح به ضوء صباح فحار
وقال أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي: أنشدنا ابن فضال لنفسه:
كأن بهرام وقد عارضت ... فيه الثريّا نظر المبصر
ياقوتة يعرضها بائع ... في كفه والمشتري مشتري
ومن شعره:
خذ العلم عن راويه واجتلب الهدى ... وان كان راويه أخا عمل زاري
فإن رواة العلم كالنخل يانع ... كل التمر منه واترك العود للنار
قال عبد الغافر بن إسماعيل: وأنشدني ابن فضال لنفسه:
يا يوسفيّ الجمال عبدك لم ... تبق له حيلة من الحيل
إن قدّ فيه القميص من دبر ... قد قدّ فيه الفؤاد من قبل
وأنشد السمعاني باسناده لعلي بن فضال المجاشعي في ترجمة صاعد بن سيار الهروي:
وإخوان حسبتهم دروعا ... فكانوها ولكن للأعادي
وخلتهم سهاما صائبات ... فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا قد صفت منا قلوب ... لقد صدقوا ولكن من ودادي
وأنشد له صاحب «الوشاح» في نظام الملك:
دوارس آي ما تكاد تبين ... عفاهنّ دمع للسحاب هتون
وقفنا بها مستسلمين فلم يزل ... لسان البلى عن عجمهن يبين
وما خفت أن تبدي خفيّ سرائري ... مواثل أمثال الحمائم جون
على حين عاصيت الصبا وهو طائع ... وأرخصت علق اللهو وهو ثمين
أرى المزن يهوى رسم من قد هويته ... فلي وله دمع به وحنين
سقى الله حيث الظاعنون سحائبا ... فقلبي حيث الظاعنون رهين
فكم ضمّنت أحداجهم من جآذر ... أوانس ينصوها جآذر عين
وأقمار تمّ لم ير الناس قبلنا ... بدورا تثنّى تحتهن غصون