للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليها وقال: يا بظراء صار صفعي تاريخك ما وجدت تاريخا غيره؟!.

وكان أعمش العينين لا تهدأ جفونه من الانخفاض والارتفاع والتغميض والانفتاح، فقال فيه أبو القاسم ابن بابك الشاعر:

إذا التنوخيّ انتشى ... وغاص ثم انتعشا

أخفى عليه إن مشي ... ت وهو يخفى إن مشى

فلا أراه قلّة ... ولا يراني عمشا

وكان تولّى دار الضّرب فقال البصروي فيه:

وفي أنضّ الأعمال قاض ... ليس بأعمى ولا بصير

يقضم ما يجتبى اليه ... قضم البراذين للشعير

قال غرس النعمة «١» : حدثت أنه جاء رجل إلى التنوخي على الطريق وهو راكب حماره وأعطاه رقعة وبعد مسرعا، ففتحها وإذا فيها:

إنّ التنوخيّ به أبنة ... كأنه يسجد للفيش

له غلامان ينيكانه ... بعلّة الترويح في الخيش

فلما قرأها قال: ردوا ذاك زوج القحبة الذي أعطاني الرقعة، فعدوا وراءه فردوه، فقال: هذه الرقعة منك؟ فقال: لا أعطانيها بعض الناس وأمرني أن أوصلها إليك، قال قل له: يا كشخان يا قرنان يا زوج ألف قحبة هات زوجتك وأختك وأمك إلى داري وانظر ما يكون مني إليهم، واحكم ذلك الوقت بما قد حكمت به في رقعتك أو بضده، قفاه قفاه، فصفعوه وافترقا.

قال غرس النعمة: حدثني أبو سعد «٢» الماندائي قال: دخلت يوما على القاضي أبي القاسم التنوخي وكانت عينه رمدة أتعرّف خبره منها، فقال لي: حدثني من رأيت وما رأيت في طريقك، فقلت: رأيت منسفا فيه نحو عشرين رطلا رطبا أزاذا لقاطا ما رأيت مثله، فقال لغلامه: يا أحمد عليّ بالمنسف الساعة، فمضى أحمد وابتاعه وجاء

<<  <  ج: ص:  >  >>