للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعدّ خمسين حولا ما عليّ يد ... لأجنبيّ ولا فضل لذي رحم

الحمد لله شكرا قد قنعت فلا ... أشكو لئيما ولا أطري أخا كرم

لأني كنت أتمنى أن أكونه، ولكن العجز غالب لأنه مبذور في الطينة، ولقد أحسن الآخر حين قال:

ضيّق العذر في الضراعة أنا ... لو قنعنا بقسمنا لكفانا

ما لنا نعبد العباد إذا كا ... ن إلى الله فقرنا وغنانا

وأدعو هاهنا بما دعا به بعض النساك «١» : اللهم صن وجوهنا باليسار، ولا تبذلها بالاقتار، فنسترزق أهل رزقك، ونسأل شر خلقك، ونبتلى بحمد من أعطى وذم من منع، وأنت من دونهم وليّ الاعطاء، وبيدك خزائن الأرض والسماء، يا ذا الجلال والاكرام «٢» .

ومن «كتاب المحاضرات» لأبي حيان قال: قصدت أنا والنصيبيّ رجلا من أبناء النعم والموصوفين بالكرم، لا يردّ سائليه ولا يخيّب آمليه، والألسن متفقة على جوده وتطوّله، والعيون شاخصة إلى عطاياه وفضله، له في السنة مبارّ كثيرة على أهل العلم وأهل البيوتات ومن قعد به الزمان وجفاه الاخوان، فلم نصادفه في منزله، وقصدناه ثانيا فمنعنا من الدخول إليه، وقصدناه ثالثا فذكر أنه ركب، وقصدناه رابعا فقيل هو في الحمام، وقصدناه خامسا فقيل هو نائم، وقصدناه سادسا فقيل عنده صاحب البريد وهو مشغول معه بمهم، وقصدناه سابعا فذكر أنه رسم أن لا يؤذن لأحد، وقصدناه ثامنا فذكر أنه يأكل ولا يجوز الدخول إليه بوجه ولا سبب، وقصدناه تاسعا فذكر أن أحد أولاده سقط من الدرجة وهو مشغول به عند رأسه ما يفارقه، وقصدناه العاشر فذكر أنه مستعد لشرب الدواء، وقصدناه الحادي عشر فذكر أنه تناول الدواء من يومين وما عمل

<<  <  ج: ص:  >  >>