قال شجاع بن فارس الذهلي أنشدني «١» الأمير أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا الحافظ لنفسه:
ظالما طالما تجنى بحبي ... عاد عاد عن فنّه عن فيه
قال قال فاترك فأبرك هجر ... هجر حبّ خبّ نبيه بتيه
صاد صادا على علا ما احلا ... ما خلا من بلية من يليه
قال وأنشدني الأمير لنفسه في الشمعة:
أقول ومالي مسعد غير شمعة ... على طول ليلي ما تريد نزوعا
كلانا نحيل ذو اصفرار معذّب ... بنار أسالت من حشاه نجيعا
ألا ساعديني طول ليلك إننا ... سنفنى إذا جاء الصباح جميعا
قال أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي: ما راجعت أبا بكر الخطيب في شيء إلا وأحالني على الكتاب وقال حتى أبصره، وما راجعت الأمير أبا نصر علي بن هبة الله بن ماكولا في شيء إلا وأجابني حفظا كأنه يقرأ من كتاب.
قال: وبلغ أبا بكر الخطيب أن ابن ماكولا أخذ عليه في كتابه «المؤتنف» ، وصنّف في ذلك تصنيفا، وحضر عنده ابن ماكولا وسأله الخطيب عن ذلك فأنكره ولم يقرّ به وقال: ينسبني الناس إلى ما لست أحسنه من الصنعة، واجتهد الشيخ أبو بكر أن يعترف بذلك، وحكى له ما كان من عبد الغني بن سعيد في تتبعه أوهام الحاكم أبي عبد الله في «كتاب المدخل» وحكايات عدة من هذا المعنى وقال: أرني إياه فإن يكن صوابا استفدته منك ولا أذكره إلا عنك، فأصرّ على الانكار وقال: لم يخطر هذا ببالي قط، ولم أبلغ هذه الدرجة أو كما قال، فلما مات الخطيب أظهر كتابه وهو الذي سماه «كتاب تهذيب مستمر الأوهام على ذوي التمني والأحلام أبي الحسن الدارقطني وأبي بكر أحمد بن علي الخطيب» وهو في عشرة أجزاء لطاف. وله من التصانيف سوى ما ذكرنا كتاب الوزراء. كتاب الإكمال في المؤتلف والمختلف.