للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد كدت أقضي نحبي وأمضي ... وكدت تبقى بلا جويني

وكتب حسن بن علي الجويني في ذي القعدة سنة ست وستين وخمسمائة بالديار المصرية عمرها الله تعالى بدوام العز.

وقال المعري وضرب علي بن هلال مثلا «١» :

طربن «٢» لضوء البارق المتعالي ... ببغداد وهنا ما لهنّ وما لي

فيا برق ليس الكرخ داري وإنما ... رمى بي إليه الدهر منذ ليالي

فهل فيك من ماء المعرة نغبة ... تغيث بها ظمآن ليس بسالي

ولاح هلال مثل نون أجادها ... بماء «٣» النضار الكاتب ابن هلال

منها «٤» :

إذا لاح إيماض سترت وجوهها ... كأني عمرو والمطيّ سعالي

هذا بيت مشكل التفسير بعيد المرمى وذاك أن عمرو بن تميم بن مرّ بن أد بن طابخة ولد العنبر والهجيم ومازن، تقول العرب إن هؤلاء الاخوة الثلاثة أمهم السعلاة وهي الغولة، وأن عمرو بن تميم تزوجها فولدت له هؤلاء الثلاثة، ويقولون إن السعلاة إذا رأت البرق طلبته، وكان عمرو يحفظها من البرق إذا لاح فيغطّي وجهها، فغفل عنها مرة فلاح البرق فطلبته وقالت: يا عمرو أوصيك بولدك خيرا، ومضت ولم تعد إليه، فهذا معنى بيت المعري.

وقد ضربه بعض المتأخرين أيضا مثلا فقال يمدح رجلا يعرف بابن بدر بجودة الخط فقال:

يا ابن بدر علوت في الخطّ قدرا ... حين ما قايسوك بابن هلال

ذاك يحكي أباه في النقص لما ... جئت تحكي أباك عند الكمال

<<  <  ج: ص:  >  >>