تختال إن بثّ فيها الماء لؤلؤه ... ما بين عقدين منظوم ومنثور
سللتها مثل سلّ الفجر صارمه ... وأحجم الليل في أثواب موتور
كأنها إذ بدت والكأس تحجبها ... روح من النار في جسم من النور
إذا تعاطيت محزونا أبارقها ... لم يعدني كلّ مفروح ومسرور
أمسي غنيا وقد أصبحت مفتقرا ... كأنما الملك بين الناي «١» والزير
وله في نصر بن هارون:
تنال علاه ما السها عنه عاجز «٢» ... ويسقي نداه من تجاوزه القطر
ويصنع في الأعداء خوف انتقامه ... من القتل ما لا تصنع البيض والسمر
لأعطيت حتى استنزر الغيث فعله ... وأمّنت حتى قيل لم يخلق الذعر
وله فيه أيضا:
به تخضرّ أغصان الأماني ... ويجبر عنده الأمل الكسير
وتبسم نائبات الدهر عنه ... كما ابتسمت عن الشّنب الثغور
لقد سهلت بك الأيام حتى ... لقال الناس لم تكن الوعور
وكيف أخاف دهرا أنت بيني ... وبين صروفه أبدا سفير
وله من قصيدة في ابن معروف:
في البرق لي شاغل عن ملة البرق ... بدا وكان متى ما يبد لي يشق
منفرا سرب نومي عن مراتعه ... كأنما اشتقّ معناه من الأرق
أخو الثنايا التي بالقلب مذ ظعنت ... أضعاف ما بوشاحيها من القلق
ما كان يسرق من حرز الجفون كرى ... لو أنه من لماها غير مسترق
وله:
نوار وهي نوار من مساعفتي ... وهند وهي ببيض الهند تعتصم