وله:
غيّ الهوى للصبّ غاية رشده ... فذريه من حلّ الملام وعقده
قرّبت مركب وعظه، ولجاجه ... في الحبّ ينتج قربه من بعده
والليل تكحل مقلتاه باثمد ... والأفق يزهر دره في عقده
فكأن زنجيا تبسّم ثغره ... إسفار ذاك اللون في مربدّه
تعب الفتى جسر إلى راحاته ... يفضي، ونهضة جده في جدّه
وإذا ابن عزم لم يقم متجردا ... للحادثات فصارم في غمده
فالسيف سمّي في النوائب عدّة ... لمضائه فيهنّ لا لفرنده
ومن المدح:
نثني عليه وان تكرّم غيره ... فتراه مشكورا بما لم يسده
علما بأنّ بني السماح تعلموا ... منه فكلّ صنيعة من عنده
وفي عضد الدولة:
أربع الصبا غالتك بعدي يد الصبا ... وصعّد طرف البين فيك وصوبّا
لئن رمقت عين النوى حور عينه ... فبنّ لقد غادرن قلبا معذبا
تأوّدن قضبانا ولحن أهلة ... وغازلن غزلانا ولا حظن ربربا
ومنها:
رددت شباب الملك نضرا ولم يزل ... بغيرك مغبرّ المفارق أشيبا
فلو كانت الأيام قبلك رحّبت ... بشخص لقالت إذ تراءيت مرحبا
وله قصيدة إلى أبي بكر العلاف يتشوقه:
كأن البين ترب الموت لكن ... توارى في الضنا لا في الثياب
ولولا أنّ فرط الشوق واش ... بحبك لاستزدتك ضعف ما بي
جمعت غرائب الآداب حتى ... إذا قرنت إلى النعم الرغاب
ظللت مناديا في كلّ أفق ... بصوت البذل حيّ على انتهاب