فقال الحسن: والهفتا ألا يكون ذلك المعروف أضعاف ما كان، لا درّ درّ الفوت، وتعسا للندم وأحواله، ولله درّ الخريمي حيث يقول «١» :
ودون الندى في كلّ قلب ثنية ... لها مصعد حزن ومنحدر سهل
وودّ الفتى في كلّ نيل ينيله ... إذا ما انقضى لو أنّ نائله جزل
ثم قال لي أبي: يا محمد اخرج معه أعزه الله حتى تؤديه إلى منزله؛ قال أبو الحسن: فخرجت معه فلم أزل أحادثه حتى جرى ذكر رزين العروضي الشاعر، وكان قد امتدحه بقصيدة فمات رزين قبل أن يوصلها إلى الحسن، فقلت: أيد الله الأمير كان شاعرا من أهل العلم والأدب مدح الأمير بقصيدة وهي في العسكر مثل، ومات قبل ان يسمعها الأمير، قال: فأسمعنيها فأنشدته إياها وأولها «٢» :
قرّبوا جمالهم للرحيل ... غدوة أحبتك الأقربوك
خلّفوك ثم مضوا مدلجين ... منفردا بهمّك ما ودعوك
وفيها:
من مبلغ الأمير أخي المكرمات ... مدحة محبرة في ألوك
تزدهي كواسطة في النظام ... فوق نحر جارية تستبيك
يا ابن سادة زهر كالنجوم ... أفلح الذين هم أنجبوك
إذ نعشت مدحهم بالفعال ... محييا سيادة ما أولوك
ذو الرئاستين أخوك النجيب ... فيه كلّ مكرمة وفيك
ذو الرئاستين وأنت اللذان ... يحييان سنّة غازي تبوك