العلماء، وكان أمينا على خزائن الملك العادل نور الدين محمود زنكي وذا منزلة لطيفة منه. ومن شعره (وكتبه بليقة ذهب) :
ما اخترت الا أشرف الرتب ... خطا أخلّد منه في الكتب
والخطّ كالمرآة ننظرها ... فنرى محاسن صورة الأدب
هو وحده حسب يطال به ... إن لم يكن إلاه من حسب
ما زلت أنفق فيه من ذهب ... حتى جرى فكتبت بالذهب
وقال أيضا وهو بدمشق في سنة تسع وأربعين وخمسمائة:
أمتّ ببذلي خالصا من مودتي ... إلى من سواء عنده المنع والبذل
وتحسب نفسي والأمانيّ ضلّة ... بأني من شغل الذي هو لي شغل
ألا إن هذا الحبّ داء موافق ... وإنّ شفاء الداء ممتنع سهل
عفا الله عمن إن جنى فاحتملته ... تجنّى فعاد الذنب لي وله الفضل
ومن كلّما أجمعت عنه تسليا ... تبينت أن الرأي في غيره جهل
سأعرض إلا عن هواه فانه ... جميل بمثلي حبّ من ما له مثل
وألقي مقال الناصحين بمسمع ... ضربت عليه بالغواية من قبل
فعندي وان أخفيت ذاك عن العدى ... عزيمة همّ لا تكلّ ولا تألو
ولي في حواشي كلّ عذل تلفت ... إلى حبّ من في حبه قبح العذل
وإني لأدنى ما أكون من الهوى ... إذا أرجف الواشون بي أنني أسلو
هذا لعمري والله الغاية في الحسن والطلاوة والرونق والحلاوة.
وقال أيضا:
عاد قلبي إلى الهوى من قريب ... ما محبّ بمنته عن حبيب
طال يا همتي تماديك في الرش ... د خذي من غواية بنصيب
وإذا ما رأيت حسنا غريبا ... فاستعدّي له لوجد غريب
يا غزالا مالت به نشوة العج ... ب فهزّت عطفيه هزّ القضيب