للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحدث الهيثم بن عدي قال: كنا عند عوانة فورد الخبر بأنّ محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب قد قتل بالمدينة، فترحم عليه عوانة وذكر فضله ثم قال: أخطأ الرأي في استهدافه لهم ومقابلته إياهم بالقرب منهم، ولو تباعد عنهم حتى يجتمع أمره ويرى رأيه لطالت مدته، فقيل له قد أشير عليه بذلك فلم يقبله، فتمثل عوانة بقول زهير «١» :

أضاعت فلم تغفر لها غفلاتها ... فلاقت بيانا عند آخر معهد «٢»

دما حول شلو تحجل الطير حوله ... وبضع لحام في إهاب مقدّد «٣»

قال ثم قال: هل علينا عين؟ قالوا: لا فقل ما شئت، فقال: محمد والله من الذين قال الله فيهم التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ

(التوبة: ١١٢) .

وحدث التاريخي عن إسماعيل بن إسحاق عن نصر بن عليّ عن الأصمعي عن عوانة: قال كان ابن زياد يأكل بعد الشبع أربع جرادق أصبهانية وجبنة ورطلا عسلا.

وحدث عنه أحمد بن عبيد عن الأصمعي عن عوانة قال: لقي رجلا أعرابيا فقال ممن الرجل؟ قال: من قوم إذا نسي الناس علمهم حفظوه عليهم. قال فأنت إذن من كلب، قال: أجل.

وكان لعوانة أخ يقال له عياض «٤» نحوي أديب أقام بأفريقية انتقل إليها من الكوفة فحدث المرزباني باسناده قال: كان عوانة بن الحكم يقول لأخ له يقال له عياض نحوي: لا تعمّق في النحو فإنه لم يتعمق فيه أحد إلا صار معلما، قال: فصار عياض بعد ذلك معلما بأفريقية لولد المعلّى «٥» .

<<  <  ج: ص:  >  >>