للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدث الهيثم بن عدي قال «١» : كنت عند عبد الله بن عياش الهمداني وعنده عوانة بن الحكم، فتذاكروا أمر النساء، فقلت: حدثني ابن الظلمة عن أمه أنها قالت: والله ما أبى «٢» النساء مثل أعمى عفيف، فضرب عوانة بيده على فخذي وقال: حفظك الله يا أبا عبد الرحمن فإنك تحفظ غريب الحديث وحسنه، قال:

وكان عوانة ضريرا.

قال قال عبد الله بن جعفر: عوانة بن الحكم من علماء الكوفة بالأخبار خاصة والفتوح مع علم بالشعر والفصاحة، وله اخوة وأخبار ظريفة، وكان موثقا، وعامة أخبار المدائني عنه.

قال: وروى عبد الله بن المعتز عن الحسن بن عليل العنزي أن عوانة بن الحكم كان عثمانيا، وكان يضع أخبارا لبني أمية.

قال: وحدث أبو العيناء عن الأصمعي قال: أنشد عوانة بيتين فقيل له لمن هما؟ قال: أنا تركت الحديث بغضا منّي للاسناد، وليس أراكم تعفوني منه في الشعر.

وحدث هشام بن الكلبي عن عوانة قال: خطبنا عتبة بن النّهاس العجليّ فقال:

ما أحسن شيئا قاله الله عز وجل في كتابه:

ليس حيّ على المنون بباق ... غير وجه المسبّح الخلاق

فقمت إليه فقلت: أيها الرجل إن الله عز وجل لم يقل هذا، إنما قاله عديّ بن زيد [فقال: والله ما ظننته إلا من كتاب الله، ولنعم ما قال عدي بن زيد] ثم نزل عن المنبر. وأتي بامرأة من الخوارج فقال: يا عدوة الله ما خروجك على أمير المؤمنين؟

ألم تسمعي قول الله عز وجل:

كتب القتل والقتال علينا ... وعلى المحصنات جرّ الذيول «٣»

فحركت رأسها وقالت: يا عدوّ الله حملني على الخروج جهلكم بكتاب الله عز وجل.

<<  <  ج: ص:  >  >>