أشعار نفسه وغيره من أهل عصره ومن تقدمه، وظفرت أنا بأصل يعقوب الذي بخطه وفيه بخط أبي عامر الذي لا أرتاب به ما نقلته بصورته بعد أن أسقطت بعض النظم، وأما النثر فلا، وهذا نسخة خطه: سألني الشيخ الجليل الأديب- أدام الله نعمته- أن أكتب له في هذا الدفتر شيئا من هاذوري، فترجحت بين صوارف تنهاني عن الاجابة سترا لعورتي، ودواع تحثني على امتثال رسمه إظهارا لطاعتي، وأنا على كلّ حال واثق بكرمه، ساكن إلى حسن شيمه، وعالم انه يحرص على إقالة عثرة الاخوان، وستر عيوبهم بقدر الإمكان، والله أسأل أن يجبر نقيصتنا بفضيلته، ويمحو إساءتنا بحسنته، فانه عليه قدير، وها هو الهاذور:
بالله يا حتفي أما تستحي ... حتى متى توردني حتفي
تحلف لي أنك في كفّي ... وعضّ كفي منك في كفي
وأنت يا قلبي إلى كم وكم ... تحيل بالذنب على طرفي
وأيضا:
خدّه الياسمين والخطّ فيه ... سنبل نابت على ياسمين
سمته قبلة فقال تحرّز ... بين صدغيّ عقدتا التنين
وأيضا:
إذا حفزتك نائبة لأمر ... فجئت إلى صغير أو كبير
فكاثره بهزّ بعد هزّ ... فإن الزبد بالمخض الكثير
وأيضا في الرئيس أبي الفضل أدام الله علوه:
تولّى الغانيات فليس عندي ... لهنّ سوى هوى أخفي وأبدي
رأين الشيب ألبسني قتيرا ... على حدّ البلى فنقضن عهدي
وسالمني الغيور فكلّ يوم ... يوازن بيننا ودّ بودّ
وقنعني الزمان فلست آسى ... على فوت الثراء وأنت عندي