فخذ هذه واستخدم الفلك الذي ... براه إلهي كي يدور ببغياكا
ثم إنني بعت النسخة من الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين يوسف بن أيوب صاحب حلب بتخيير المشتري من غير مكسب، وجرت لي فيها قصة طريفة أنزّه هذا السلطان عن ذكرها، فانه وإن كان الحظّ حرمني فانه جواد عند غيري.
وكان السبب في خروج قابوس عن دار ملكه ولحوقه بخراسان أنّ عضد الدولة أبا شجاع فنّا خسرو نقم على أخيه فخر الدولة أبي الحسن علي بن الحسن بن بويه أمرا خالفه فيه فخر الدولة، فقصده عضد الدولة إلى همذان، وكان مالكها وما والاها، فهرب منه حتى لحق بجبال طبرستان، فتلقاه قابوس وأكرم مثواه وأنزله عنده وآواه، فأنفذ عضد الدولة إلى أخيه الآخر الملقب بأمير الأمراء مؤيد الدولة [بالمسير] نحوهما، فانحازا عنه، وذلك سنة احدى وسبعين، وبعثا إلى أبي الحسن محمد بن إبراهيم بن سيمجور، وكان يتولى إمارة نيسابور وما دون جيحون من قبل السديد أبي صالح منصور بن نوح الساماني، يستجديانه ويستعينانه، فوعدهما وأبطأ عليهما لانحلال الأحوال بخراسان لاختلاف الأيدي بها، فسارا هاربين حتى وردا نيسابور ومنها إلى بخارى، فأرسل صاحب بخارى معهما جيشا صحبة تاش الحاجب وولّاه نيسابور، فلم يصنع معهما شيئا، وقال قابوس في تلك الحال:
لئن زال أملاكي وفات ذخائري ... وأصبح جمعي في ضمان التفرق
فقد بقيت لي همة ما وراءها ... منال لراج أو بلوغ لمرتقي
ولي نفس حرّ تأنف الضيم مركبا ... وتكره ورد المنهل المترنق «١»
فان تلفت نفسي فلله درّها ... وإن بلغت ما ترتجيه فأخلق
ومن لم يردني والمسالك جمة ... فأيّ طريق شاء فليتطرق