ففي السماء نجوم غير ذي عدد ... وليس يكسف إلا الشمس والقمر
أما البيت الثاني فأخذه من قول ابن الرومي «١» :
دهر علا قدر الوضيع به ... وغدا الشريف يحطّه شرفه
كالبحر يرسب فيه لؤلؤه ... سفلا ويعلو فوقه جيفه
وقوله «وفي السماء نجوم» مأخوذ من قول أبي تمام «٢» :
إن الرياح إذا ما أعصفت قصفت ... عيدان نخل «٣» ولا يعبأن بالرتم
بنات نعش ونعش لا كسوف لها ... والشمس والبدر منها الدهر في الرقم «٤»
وكتب شمس المعالي قابوس إلى عضد الدولة وقد أهدى له سبعة أقلام:
قد بعثنا إليك سبعة أقلا ... م لها في البهاء حظّ عظيم
مرهفات كأنها ألسن الحي ... ات قد جاز حدّها التقويم
وتفاءلت أن ستحوي الأقال ... يم بها كلّ واحد إقليم
وهذا يشبه قول ابن الصابىء وقد ذكر في بابه.
قال مؤلف الكتاب: وكنت في سنة سبع وستمائة قد توجهت إلى الشام وفي صحبتي كتب من كتب العلم أتجر فيها، وكان في جملتها «كتاب صور الأقاليم» للبلخي- نسخة رائقة مليحة الخط والتصوير، فقلت في نفسي: لو كانت هذه النسخة لمن يجتدي بها بعض الملوك ويكتب معها هذه الأبيات (وقلتها ارتجالا) لكان حسنا، والأبيات في معنى أبيات قابوس، ولم أكن شهد الله وقعت عليها ولا سمعتها، وهي:
ولما رأيت الدهر جار ولم أجد ... من الناس من يعدي على الدهر عدواكا
ركبت الفلا يحدو بي الأمل الذي ... يدنّي على بعد التنائف مثواكا