برني بسبعين دينارا ركنية ووعدني بوعود جميلة، ولولا الحاجة والغربة ما قبلتها منه، ولقد عرض عليّ الشهاب الحوقي «١» ، وهو أحد صدور خوارزم المتقربين من السلطان، على أن ينصب لي منصبا ومجلسا بطراحة سوداء إلى جانبه ويعطيني كل شهر عشرة دنانير لأقرأ الأدب فلم أفعل، قلت: فمن أين مادة الحياة؟ قال لي:
خلّفت لي والدتي قدرا يسيرا لا يقنع بمثله إلا أصحاب الزوايا فأنا أنفقه بالميسور، وأتلذذ بالغنى عن الجمهور، وأنا أقول الشعر والنثر تطربا لا تكسبا، وأستعير اسما لا أعرفه:
أفديك ذا منظر بالبشر ملتحف ... عن اليمين وللإقبال مبتسم
يد الجلال وشت في لوح جبهته ... «والناس من خولي والدهر من خدمي»
ولو أناف على هام السها وطني ... لما لوت نحوه أجيادها هممي
على الندى وقفت أيامه وعلى ... نشر المحامد منه ألسن الامم
ما جئت أخدمه إلا وقد سحقت ... يد تلطفه عطرا من الشيم
زفّ الندى نحوه بكرا مخدرة ... لولاه زفّت إلى كفء «٢» من العدم
يريه شعري نجوم الليل طالعة ... والنيرين معا من مشرق الكلم
لا زال مثل هلال العيد حضرته ... في الحسن واليمن والإقبال والشمم
وعاش للملك يحميه وينصره ... فالملك من دونه لحم على وضم
ودام كاليمّ للعافين ملتطما ... بنانه وهو مرشوف بكل فم
وله من التصانيف: كتاب المجمرة في شرح المفصل صغير. وكتاب السبيكة في شرحه أيضا وسط. وكتاب التجمير في شرح المفصل أيضا بسيط. كتاب شرح سقط الزند. كتاب التوضيح في شرح المقامات. كتاب لهجة الشرع في شرح ألفاظ الفقه. كتاب شرح المفرد والمؤلف. كتاب شرح الأنموذج. كتاب شرح الأحاجي لجار الله. كتاب خلوة الرياحين في المحاضرات. كتاب عجائب النحو. كتاب السر