بني العنبر فحملت، فلما ضربها المخاض ظنت أنها تحتاج إلى الخلاء فبرزت إلى بعض الغيطان ووضعت ذا بطنها، فاستهلّ الوليد فجاءت منصرفة وهي لا تظن إلا أنها أحدثت، فقالت لأمها: يا أمتاه وهل يفتح الجعر فاه؟ قالت: نعم ويدعو أباه، فسبّ بنو العنبر به وسموا بنو الجعراء، ولها حماقات كثيرة] «١» .
قرأت بخط أبي منصور الأزهري في «كتاب نظم الجمان» تصنيف أبي الفضل المنذري: نصر بن سيار كان والي خراسان، والليث بن المظفر بن نصر صاحب العربية وصاحب الخليل بن أحمد هو [ابن] ابنه، حدث عنه قتيبة بن سعيد، سمعت محمد بن إبراهيم العبدي يقول، سمعت قتيبة يقول: كنت عند ليث بن نصر بن سيار فقال: ما تركت شيئا من فنون العلم إلا نظرت فيه إلا هذا الفن وما عجزت إلا أني رأيت العلماء يكرهونه، يعني النجوم.
سمعت محمد بن سعيد القزاز قال: نصر بن سيار والي خراسان المحمول إليه رأس جهم، وكان نصر من تحت يدي هشام بن عبد الملك، وكان بمرو، وكان سلم بن أحوز والي بلخ والجوزجان من [تحت] يده، وهو الذي قتل يحيى بن زيد بن علي بن الحسين وجهم بن صفوان الذي ينسب إليه مذهب جهم ووجّه برأسيهما إلى مرو إلى نصر بن سيار، فنصبا على باب قهندز مرو، فكان سلم بن أحوز يقول: قتلت خير الناس وشر الناس.
قال المنذري: وسمعت محمد بن إبراهيم العبدي قال: سمعت أبا رجاء قتيبة يقول: دخل الليث بن نصر بن سيار على علي بن عيسى بن ماهان وعنده رجل يقال له حماد الخزربك، فجاءه رجل فقصّ رؤيا رآها لعلي بن عيسى، فهمّ حماد أن يعبرها فقال ليث: كفّ فلست هناك. فقال علي: يا أبا هشام وتعبرها؟ قال: نعم وأنا أعبر أهل خراسان. فكانت الرؤيا كأنّ علي بن عيسى مات وحمل على جنازة وأهل خراسان يتبعونه، ثم انقضّ غراب من السماء ليحمله فكسروا رجل الغراب. فقال