حليفته على القضاء قبلي، كتابا على يدىّ وعنونه. إلى المخالف الشاقّ، السيء الاخلاق، الظاهر النفاق، محمد بن إسحاق.
وذكره النعالبي فقال «١» : هلال ذلك القمر، وغصن ذلك الشجر، الشاهد العدل لمحد أبيه وفصله، والفرع المشيد «٢» لأصله، والنائب عنه في حياته، والقائم مقامه بعد وفاته، وفيه يقول أبو عبد الله الحسين بن الحجاج «٣» .
إذا ذكر القضاة وهم شهود ... تخيرت الشباب على الشيوخ
ومن لم يرض لم أصفعه الّا ... بحضرة سيدي القاضي التنوخي
قال: وأخبرني أبو نصر سهل بن المرزبان أنه رأي ديوان شعره ببغداد أكبر حجما من ديوان شعر أبيه، ومما علق بحفظ أبي نصر من شعره قوله في معنى ظريف لم يسبق إليه «٤» :
خرجنا لتسسقي بيمن دعائه ... وقد كاد هدب العيم أن يبلغ الأرضا
فلما ابتدا يدعو نقشّعت السما ... فما تمّ إلا والعمام قد انفضا
قال: وأنشدني غيره له، وأنا مرتاب به لفرط جودته وارتفاعه عن طبقته «٥» .
أقول لها والحيّ قد فطنوا بنا ... وما لي عن أيدي المنون براح
لما ساءني أن وشّحتني سيوفهم ... وأنك لي دون الوشاح وشاح
وأنشد لنفسه في «كتاب الفرج بعد الشدة»«٦» :
لئن أشمت الحساد صرفى ورحلتى ... فما صرفوا فصلي ولا ارتحل المجد