وقال الخطيب:[ذكر] ابن برهان أنّ كيسان ليس باسم جده إنما هو لقب أبيه؛ وكان يحفظ المذهبين الكوفي والبصري في النحو لأنه أخذ عن المبرد وثعلب، وكان أبو بكر ابن مجاهد يقول: أبو الحسن ابن كيسان أنحى من الشيخين، يعني المبرد وثعلبا.
قال المؤلف: وكان كما قال يعرف المذهبين إلا انه كان إلى البصريين أميل.
وحدث أبو الطيب اللغوي في «كتاب مراتب النحويين» قال: كان ابن كيسان يسأل المبرد عن مسائل فيجيبه، فيعارضها بقول الكوفيين فيقول: في هذا على من يقوله كذا ويلزمه كذا، فإذا رضي قال له: قد بقي عليك شيء، لم لا تقول كذا؟
فقال له يوما وقد لزم قولا للكوفيين ولجّ فيه: أنت كما قال جرير «١» :
أسليك عن زيد لتسلي وقد أرى «٢» ... بعينيك من زيد قذى غير بارح
تبكّي على زيد ولم تر مثله ... براء من الحمىّ صحيح الجوانح
فان تقصدي فالقصد منك سجيّة «٤» ... وإن تجمحي تلقي لجام الجوامح
وحدث أبو بكر محمد بن مبرمان قال: قصدت ابن كيسان لأقرأ عليه «كتاب سيبويه» فامتنع وقال: اذهب به إلى أهله، يعني الزجّاج وابن السراج.
وكان أبو بكر ابن الانباري يتعصّب عليه ويقول: خلط المذهبين فلم يضبط منهما شيئا، وكان يفضل الزجاج عليه جدّا.
وله من الكتب: كتاب المهذب في النحو. كتاب غلط أدب الكاتب. كتاب اللامات. كتاب الحقائق. كتاب البرهان. كتاب مصابيح الكتاب. كتاب الهجاء والخط. كتاب غريب الحديث نحو أربعمائة ورقة. كتاب الوقف والابتداء. كتاب القراءات. كتاب التصاريف. كتاب الشاذاني في النحو. كتاب المذكر والمؤنث.