للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتاب المقصور والممدود. كتاب معاني القرآن. كتاب مختصر في النحو. كتاب المسائل على مذهب النحويين مما اختلف فيه الكوفيون والبصريون. كتاب الفاعل والمفعول به. كتاب المختار في علل النحو ثلاثة مجلدات أو أكثر.

قرأت بخط إبراهيم بن محمد بن بندار، قرأت بخط أبي جعفر السعال في آخر العروض: «إلى هاهنا أملى عليّ ابن كيسان وأنا كنت أستمليه وفرغنا من العروض لخمس بقين من شوال سنة ثمان وتسعين ومائتين» .

وقال أبو حيان التوحيدي: وما رأيت مجلسا أكثر فائدة وأجمع لأصناف العلوم، وخاصة ما يتعلق بالتحف والطرف والنتف، من مجلس ابن كيسان، فانه كان يبدأ بأخذ القرآن والقراءات ثم بأحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإذا قرىء خبر غريب أو لفظة شادة أبان عنها وتكلم عليها وسأل أصحابه عن معناها، وكان يقرأ عليه «مجالسات ثعلب» في طرفي النهار، وقد اجتمع على باب مسجده نحو مائة رأس من الدوابّ للرؤساء والكتاب والأشراف والأعيان الذين قصدوه، وكان مع ذلك إقباله على صاحب المرقّعة الممزقة والعباء الخلق والطّمر البالي كاقباله على صاحب القصب والوشي والديباج والدابة والمركب والحاشية والغاشية. ويوما من الأيام جرى في مجلسه ما امتعض منه وأنكره وقضى منه عجبا، وأنشد في تلك الحالة من غرر الشعر والمقطعات الحسنة وغيرها ما ملأ السمع وحيّر الألباب حتى قال الصابىء: هذا الرجل من الجن إلا انه في شكل إنسان، ومن جملة ما أنشد في تلك الحال:

ما لي أرى الدهر لا تفنى عجائبه ... أبقى لنا ذنبا واستؤصل الراس

إنّ الجديدين في طول اختلافهما ... لا ينقصان ولكن ينقص الناس

أبقى لنا كلّ محمول وفجّعنا ... بالحاملين فهم أثواء أرماس

يرون أن كرام الناس ان بذلوا ... حمقى وأنّ لئام الناس أكياس

وتمثل أيضا ببيتي أبي تمام:

قوم إذا خافوا عداوة حاسد ... سفكوا الدما بأسنة الأقلام

ولضربة من كاتب بمداده ... أمضى وأنفذ من رقيق حسام

قال المؤلف: هكذا حكى أبو حيان، ولا أرى أبا حيان أدرك ابن كيسان هذا،

<<  <  ج: ص:  >  >>