فارتقى منكب النبيّ عليّ ... صنوه ما أجلّ ذا المرتقيّا
فأماط الأوثان عن ظاهر الكع ... بة ينفي الرجاس عنها نفيّا
ولو انّ الوصيّ حاول مسّ الن ... جم بالكفّ لم يجده قصيّا
أفهل تعرفون غير عليّ ... وابنه استرحل النبي مطيّا
وشعر أبي عبد الله المفجع كثير حسن.
وكان «١» يوما بالأهواز جالسا مع جماعة فاجتاز به غلام لموسى بن الطيب نديم أبي عبد الله البريدي يقال له طريف، وهو أمرد مليح، فسأل المفجع عنه فقيل: هذا غلام نديم البريدي فقال:
اجتاز بي اليوم في الطريق فتى ... يختال في مورق من البان
فقلت من ذا فقال لي خبر ... بالأمر هذا غلام صفعان
ولأبي «٢» عبد الله في جماعة من كبار أهل الأهواز مدائح كثيرة وأهاج، وله قصيدة في أبي عبد الله ابن درستويه يرثيه فيها وهو حيّ يقول فيها ويلقبه بدهن الآجرّ:
مات دهن الآجرّ فاخضرّت الأر ... ض وكادت جبالها لا تزول
ويصف أشياء كثيرة فيها.
قال «٣» : وكان المفجع يكثر عند والدي ويطيل المقام عنده، وكنت أراه عنده وأنا صبي بالأهواز، وله إليه مراسلات وله فيه مدائح كثيرة كنت جمعتها فضاعت أيام دخول ابن أبي ليلى الأهواز ونهبت روزناماتها «٤» ، وكان منها قصيدة بخطّه عندي يقول فيها:
لو قيل للجود من مولاك قال نعم ... عبد المجيد المغيريّ بن شيران
وأذكر له من قصيدة أخرى:
يا من أطال يدي إذ هاضني زمني ... وصرت في المصر مجفوّا ومطّرحا