أنقذتني من أناس عند دينهم ... قتل الأديب إذا ما علمه اتضحا
قال: وكانت وفاته قبل وفاة والدي بأيام يسيرة، ومات والدي في يوم السبت لعشر خلون من شعبان سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وفيها مات الحراوري الشاعر.
ومن ملحه «١» المشهورة قوله لانسان أهدى إليه طبقا فيه قصب السكر والاترنج والنارنج، وأراه أبا سعد غلامه:
إن شيطانك في الظّر ... ف لشيطان مريد
فلهذا أنت فيه ... تبتدي ثم تعيد
قد أتتنا تحفة من ... ك على الحسن تزيد
طبق فيه قدود ... ونهود وخدود
وأنشد الثعالبي له في غلام مغن جدّر فازداد حسنا وجمالا «٢» :
يا قمرا جدّر حتى استوى ... فزاده حسنا وزادت هموم
كأنه غنّى لشمس الضحى ... فنقطته طربا بالنجوم
وأنشد له أيضا «٣» :
فسا على قوم فقالوا له «٤» ... إن لم تقم من بيننا قمنا
فقال لا عدت فقالوا له ... من نتن فيه ذا كما كنا
وأنشد له أيضا «٥» :
أداروها ولليل اعتكار ... فخلت الليل فاجأه النهار
فقلت لصاحبي والليل داج ... ألاح الصبح أم بدت العقار
فقال هي العقار تداولوها ... مشعشعة يطير لها شرار
فلولا أنني أمتاح منها ... حلفت بأنها في الكاس نار