لم يبق منّي الحبّ غير حشاشة ... تشكو الصبابة فاذهبي بالباقي
أيبلّ من جلب السقام طبيبه ... ويفيق من سحرته عين الراقي
إن كان طرفك ذاق ريقك فالذي ... ألقى من المسقيّ فعل الساقي
نفسي فداؤك من ظلوم أعطيت ... رقّ القلوب وطاعة الأحداق
فلقلة الأشباه فيما أوتيت ... أضحت تدلّ بكثرة العشاق
وله «١» :
علاقة بفؤادي أعقبت كمدا ... لنظرة بمنى أرسلتها عرضا
وللحجيج ضجيج في جوانبه ... يقضون ما أوجب الرحمن وافترضا
فاستنفض «٢» القلب رعبا ما جنى نظري ... كالصقر ندّاه طلّ الليل فانتفضا
وقد رمتني غداة الخيف غانية ... بناظر إن رمى لم يخطىء الغرضا
لما رأى صاحبي ما بي بكى جزعا ... ولم يجد بمنى عن خلّتي عوضا
وقال دع «٣» يا فتى فهر فقلت له ... يا سعد أودع قلبي طرفها مرضا
فبتّ أشكو هواها وهو مرتفق ... يشوقه البرق نجديّا إذا ومضا
تبدو لوامعه كالسيف مختضبا ... شباه بالدم أو كالعرق إن نبضا
ولم يطق ما أعانيه فغادرني ... بين النقا والمصلّى عندها ومضى
وقرأت من خط تاج الاسلام اختلافا في نسبه وهو: محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن الحسن بن منصور بن معاوية بن محمد بن عثمان بن عتبة بن عنبسة بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي العبشمي، أوحد عصره وفريد دهره في معرفة اللغة والأنساب وغير ذلك، وأليق ما وصف به بيت أبي العلاء المعري:
وإني وإن كنت الأخير زمانه ... لآت بما لم تستطعه الأوائل
وله تصانيف كثيرة: منها كتاب تاريخ أبيورد ونسا. كتاب المختلف والمؤتلف.