للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشد جحظة لأبي العنبس الصيمري:

لئن كنت عن أرض تقلّك نازحا ... فلم يحكني غير السليم المسهد

وعلّمت مذ حرّعتني صاب بينكم ... غريب البكا عين الحمام المغرد

وعن أبي الفرج «١» حدثني أحمد بن جعفر جحظة، قال حدثني أبو العنبس الصيمري قال: كنت عند المتوكل والبحتريّ ينشده:

عن أيّ ثغر تبتسم ... وبأيّ طرف تحتكم

حتى بلغ إلى قوله:

قل للخليفة جعفر ال ... متوكل بن المعتصم

والمجتدى ابن المجتدى ... والمنعم ابن المنتقم

اسلم لدين محمد ... وإذا سلمت فقد سلم

قال: وكان البحتري من أبغض الناس إنشادا، يتشدق ويتزاور في مشيه مرة جائيا ومرة القهقرى، ويهزّ رأسه مرة ومنكبه أخرى، ويشير بكمه ويقول: أحسنت والله، ثم يقبل على المستمعين فيقول: ما لكم لا تقولون أحسنت؟ هذا والله ما لا يحسن أحد أن يقول مثله، فضجر المتوكل من ذلك وأقبل عليّ فقال: أما تسمع يا صيمري ما يقول؟ فقلت: بلى يا سيدي فمر فيه بما أحببت، فقال: بحياتي اهجه على هذا الرويّ الذي أنشدنيه، فقلت:

أدخلت رأسك في الحرم «٢» ... وعلمت أنك تنهزم

يا بحتريّ حذار وي ... لك من قضاقضة ضغم

فلقد أسلت لوالدي ... ك «٣» من الهجا سيل العرم

والله حلفة صادق ... وبقبر أحمد والحرم

<<  <  ج: ص:  >  >>