وعن أبي الفرج «١» حدثني أحمد بن جعفر جحظة، قال حدثني أبو العنبس الصيمري قال: كنت عند المتوكل والبحتريّ ينشده:
عن أيّ ثغر تبتسم ... وبأيّ طرف تحتكم
حتى بلغ إلى قوله:
قل للخليفة جعفر ال ... متوكل بن المعتصم
والمجتدى ابن المجتدى ... والمنعم ابن المنتقم
اسلم لدين محمد ... وإذا سلمت فقد سلم
قال: وكان البحتري من أبغض الناس إنشادا، يتشدق ويتزاور في مشيه مرة جائيا ومرة القهقرى، ويهزّ رأسه مرة ومنكبه أخرى، ويشير بكمه ويقول: أحسنت والله، ثم يقبل على المستمعين فيقول: ما لكم لا تقولون أحسنت؟ هذا والله ما لا يحسن أحد أن يقول مثله، فضجر المتوكل من ذلك وأقبل عليّ فقال: أما تسمع يا صيمري ما يقول؟ فقلت: بلى يا سيدي فمر فيه بما أحببت، فقال: بحياتي اهجه على هذا الرويّ الذي أنشدنيه، فقلت: