وبحقّ جعفر الاما ... م ابن الامام المعتصم
لأصيّرنّك شهرة ... بين المسيل إلى العلم
فبأيّ عرض تعتصم ... وبهتكه جفّ القلم
حيّ الطلول بذي سلم ... حيث الأراكة والخيم
يا ابن الثقيلة والثقي ... ل على قلوب ذوي النعم
وعلى الصغير مع الكب ... ير مع الموالي والحشم
في أيّ سلح تلتطم «١» ... وبأيّ كفّ تلتقم
يا ابن المباحة للورى ... أمن العفاف أو التهم
إذ رحل أختك للعجم ... وفراش أمك في الظلم
وبباب دارك حانة ... في بيته يؤتى الحكم
قال: وخرج البحتري مغضبا يعدو، وجعلت أصيح به خلفه:
أدخلت رأسك في الحرم ... وعلمت أنك تنهزم
والمتوكل يضحك ويصفق حتى غاب عنه. هذه رواية جحظة، والذي يتعارفه الناس أن أبا العنبس كان واقفا خلف السرير والبحتري ينشد قوله:
عن أيّ ثغر تبتسم ... وبأيّ طرف تحتكم
فقال أبو العنبس ارتجالا:
في أيّ سلح ترتطم ... وبأيّ كفّ تلتقم
أدخلت رأسك في الحرم ... وعلمت أنك تنهزم
فغضب البحتريّ وخرج، وضحك المتوكل حتى أكثر، وأمر لأبي العنبس الصيمري بعشرة آلاف درهم.