ومحمد بن حبيب مولى لبني هاشم ثم مولى لمحمد بن العباس بن محمد الهاشمي وأمه مولاة لهم.
وقال ابن النديم: نقلت من خط أبي سعيد السكري قال: هو محمد بن حبيب بن أمية بن عمرو، وكان يروي عن هشام ابن الكلبي وابن الأعرابي وقطرب وأبي عبيدة وأبي اليقظان، وأكثر الأخذ عنه أبو سعيد السكري.
قال المرزباني: وكان محمد بن حبيب يغير على كتب الناس فيدّعيها ويسقط أسماءهم. فمن ذلك الكتاب الذي ألفه إسماعيل بن [أبي] عبيد الله واسم أبي عبيد الله معاوية وكنيته هي الغالبة على اسمه، فلم يذكرها لئلا يعرف، وابتدأ فساق كتاب الرجل من أوله إلى آخره فلم يخلطه بغيره ولم يغير منه حرفا ولا زاد فيه شيئا، فلما ختمه أتبع ذلك بذكر من لقب من الشعراء ببيت قاله؛ قال: وما علمت أن أحدا من العلماء صنع صنيعه هذا، ولا من استحسن أن يضع نفسه هذا الموضع القبيح، وأحسب أن الذي حمله على ذلك أن كتاب إسماعيل هذا لم تكثر روايته، ولا اتسع في أيدي الأدباء، فقدّر ابن حبيب أنّ أمره ينستر وأن إغارته عليه تميت ذكر صاحبه.
وحدث المرزباني عن أحمد بن محمد الكاتب عن علي بن عبد الله بن المسيب قال: كان علي بن العباس الرومي يختلف إلى محمد بن حبيب لأنّ محمدا كان صديقا لأبيه العباس بن جورجس، وكان يخصّ عليا لما يرى من ذكائه، فحدّث علي عنه أنه كان إذا مرّ به شيء يستغربه ويستجيده يقول لي: يا أبا الحسن ضع هذا في تامورك.
وحدث أبو بكر ابن علي قال، قال أبو طاهر القاضي: محمد بن حبيب، وهي أمه، وهو ولد ملاعنة. وحدث أيضا فيما أسنده إلى ثعلب قال: حضرت مجلس ابن حبيب فلم يمل فقلت ويحك أمل، مالك؟ فلم يفعل حتى قمت، وكان والله حافظا صدوقا، وكان يعقوب أعلم منه وكان هو أحفظ للأنساب والأخبار منه، وهو بغدادي.
وحدث أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي الاشبيلي في كتابه قال، قال ثعلب:
أتيت ابن حبيب وقد بلغني أنه يملي شعر حسّان بن ثابت، فلما عرف موضعي قطع الاملاء، فانصرفت وعدت إليه وترفقت به فأملى، وكان لا يقعد في المسجد الجامع، فعذلته على ذلك حتى قعد جمعة من الجمع واجتمع إليه الناس، فسأله