الله حرّم قتلي في الهوى سفها ... وأنت يا قاتلي ظلما تحلّله
فقال: يا أبا عمر، كيف السبيل إلى استرجاع مثل هذا؟ فقلت: هيهات سارت به الركبان.
ومن شعره:
أكرّر في روض المحاسن ناظري ... وأمنع نفسي أن تنال المحرما
رأيت الهوى دعوى من الناس كلّهم ... فما إن أرى حبا صحيحا مسلما
ومنه أيضا:
وإني لأدري أن في الصبر راحة ... ولكنّ إنفاقي عليّ من الصبر
فلا تطف نار الشوق بالشوق طالبا ... سلوا فإن الجمر يسعر بالجمر
وكان محمد يهوى فتى حدثا من أهل أصبهان يقال له محمد بن جامع، ويقال ابن زخرف، وكان طاهرا في عشقه عفيفا، وكان ابن جامع ينفق عليه، ولم ير معشوق ينفق على عاشق غيره، ولم يزل في حبه حتى قتله.
دخل ابن جامع يوما إلى الحمام وخرج فنظر في المرآة فأعجبه حسنه، فغطى وجهه بمنديل وجاء إلى محمد بن داود وهو على تلك الحالة، فقال: ما هذا: قال:
نظرت في المرآة فأعجبني حسني فما أحببت أن يراه أحد قبلك، فغشي عليه.
دخل على ابن داود ابراهيم بن محمد نفطويه وقد ضني على فراشه فقال له: يا أبا بكر ما هذا مع القدرة والمحبوب مساعد؟ فقال: أنا في آخر يوم من الدنيا، لا أنالني الله شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم إن كنت حللت سراويلي على حرام قط. حدثني أبي بإسناده إلى ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عشق فكتم وعفّ فصبر ثم مات مات شهيدا وأدخله الله الجنة ...
ولما مات جلس ابن سريج في عزائه وبكى، وجلس على التراب وقال: ما آسى إلا على لسان أكله التراب من أبي بكر. ويحكى أنه لما بلغته وفاته كان يكتب شيئا، فألقى الكراسة من يده وقال: مات من كنت أحث نفسي وأجهدها على الاشتغال لمناظرته ومقاومته ...
واجتمع محمد يوما هو وابن سريج في مجلس الوزير ابن الجراح، فتناظرا في