وقال له يوما «١» : إن سعيد بن عبد الملك يضحك منك، فقال: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ
(المطففين: ٢٩) .
وقال له ابن ثوابة يوما «٢» : كتبت أنفاس الرجال، فقال حيث كانوا وراء ظهرك.
وقال له نجاح بن سلمة يوما «٣» : ما ظهورك وقد خرج توقيع أمير المؤمنين في الزنادقة؟ فقال له: أستدفع الله عنك وعن أصهارك.
ودخل يوما «٤» على عبيد الله بن عبد الله بن طاهر وهو يلعب بالشطرنج فقال:
في أيّ الحيزين أنت؟ فقال: في حيز الأمير أيده الله، وغلب عبيد الله فقال: يا أبا العيناء قد غلبنا، وقد أصابك خمسون رطل ثلج، فقام ومضى إلى ابن ثوابة وقال: إن الأمير يدعوك فلما دخلا قال: أيد الله الأمير قد جئتك بجبل همذان وماسبذان ثلجا فخذ منه ما شئت.
وكان بينه وبين محمد بن مكرم مداعبة، فسمع ابن مكرم أبا العيناء يقول في دعائه: يا رب سائلك، فقال: يا ابن الفاعلة ومن ليس سائله؟.
وقال له ابن مكرم «٥» يوما يعرض به: كم عدد المكدّين بالبصرة؟ فقال له: مثل عدد البغائين ببغداد.
وقال له ابن مكرم ذات يوم «٦» : هممت ان آمر غلامي أن يدوس بطنك، فقال:
الذي تخلفه على عيالك إذا ركبت أو الذي تحمله على ظهرك إذا نزلت؟.
وقال ابن مكرم يوما «٧» : مذهبي الجمع بين الصلاتين، فقال له: صدقت تجمع بينهما بالتّرك.