وقال في الوزير أحمد بن الخصيب:
قل للخليفة يا ابن عمّ محمد ... اشكل وزيرك إنه ركّال
قد أحجم المتظلمون مخافة ... منه وقالوا ما نروم محال
ما دام مطلقة علينا رجله ... أو دام للنزق الجهول مقال
قد نال من أعراضنا بلسانه ... ولرجله بين الصدور مجال
امنعه من ركل الرجال وان ترد ... مالا فعند وزيرك الأموال
وقال:
الحمد لله ليس لي فرس ... ولا على باب منزلي حرس
ولا غلام إذا هتفت به ... بادر نحوي كأنه قبس
ابني غلامي وزوجتي أمتي ... ملّكنيها الملاك والعرس
غنيت باليأس واعتصمت به ... عن كلّ فرد بوجهه عبس
فما يراني ببابه أبدا ... طلق المحيا سمح ولا شرس
وقال:
من كان يملك درهمين تعلّمت ... شفتاه أنواع الكلام فقالا
وتقدم الفصحاء فاستمعوا له ... ورأيته بين الورى مختالا
لولا دراهمه التي في كيسه ... لرأيته شرّ البرية حالا
إن الغني إذا تكلم كاذبا ... قالوا صدقت وما نطقت محالا
وإذا الفقير أصاب قالوا لم تصب ... وكذبت يا هذا وقلت ضلالا
إن الدراهم في المواطن كلّها ... تكسو الرجال مهابة وجلالا
فهي اللسان لمن أراد فصاحة ... وهي السلاح لمن اراد قتالا
وقال:
تولت بهجة الدنيا ... فكلّ جديدها خلق
وخان الناس كلهم ... فما أدري بمن أثق