للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحالت ما بيني وبين ما فيها وما زالت كذلك حتى طلقت المرأة، وسمت بنت عمي الغلام الناصح فلم يمكني أن أكلمه، فقلت أعتق هذا وأستريح، فلما أعتقته لزمني وقال: الآن وجب حقك عليّ، ثم انه أراد الحجّ فزودته فغاب عشرين يوما ورجع وقال: قطع الطريق ورأيت حقك قد وجب، ثم أراد الغزو فجهزته، فلما غاب بعت مالي بالبصرة وخرجت منها خوفا ان يرجع.

ولد أبو العيناء بالأهواز سنة احدى وتسعين ومائة وتوفي ببغداد في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين ومائتين وقيل سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وقال ابنه أبو جعفر مات أبي لعشر ليال خلون من جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين ومائتين.

ومن شعره:

إن يأخذ الله من عينيّ نورهما ... ففي لساني وسمعي منهما نور

قلب ذكيّ وعقل غير ذي خطل ... وفي فمي صارم كالسيف مأثور

وقال:

حمدت إلا هي إذ بلاني بحبها ... على حول يغني عن النّظر الشّزر

نظرت إليها والرقيب يظنني ... نظرت إليه فاسترحت من العذر

وقال يهجو أسد بن جوهر:

تعس الزمان لقد أتى بعجاب ... ومحا رسوم الظرف والآداب

وافى بكتّاب لو انبسطت يدي ... فيهم رددتهم إلى الكتاب

جيل من الأنعام إلا أنهم ... من بينها خلقوا بلا أذناب

لا يعرفون إذا الجريدة جرّدت ... ما بين عيّاب إلى عتاب

أو ما ترى أسد بن جوهر قد غدا ... متشبّها بأجلّة الكتاب

فإذا أتاه مسائل في حاجة ... ردّ الجواب له بغير جواب

وسمعت من غثّ الكلام ورثه ... وقبيحه باللحن والاعراب

ثكلتك أمك هبك من بقر الفلا ... ما كنت تغلط مرة بصواب

<<  <  ج: ص:  >  >>