فما لك في فحول الفضل ندّ ... ولا لك في رجال العلم ثاني
مغانيك الرحاب رياض عزّ ... سقى صوب الحيا تلك المغاني
نمتك عصابة بيض هجان ... وهل تلد الهجان سوى الهجان
لقد أخرجت من أزكى نصاب ... وقد أرضعت من أصفى لبان
فأنت الغيث في وقت العطايا ... وأنت الليث في يوم الطعان
أتتني منك آيات «١» تحاكي ... بدائع نظمها عقد الجمان
بلفظ مثل أفراد اللآلي ... وخطّ مثل أصداغ الغواني
فألبسني كتابك بعد خوف ... من الحدثان أردية الأمان
وقد شاهدت في الدنيا عيانا ... بما أهديت روضات الجنان
بقيت مدى الزمان حليف أمن ... ويمن تجتني ثمر الأماني
وطاوعك الأسافل والأعالي ... وتابعك الأباعد والأداني
صديقك «٢» ساحب ذيل المعالي ... وخصمك لابس ثوب الهوان
وقال:
ستّ بليت بها والمستعاذ بها ... من شرّها من إليه الخلق يبتهل
نفسي وإبليس والدنيا التي فتنت ... من قبلنا والهوى والحرص والأمل
إن لم تكن منك يا مولاي واقية ... من شرها الجمّ أعيت عبدك الحيل
وقال:
تروح لنا الدنيا بغير الذي غدت ... وتحدث من بعد الأمور أمور
وتجري الليالي باجتماع وفرقة ... وتطلع فيها أنجم وتغور
فمن ظنّ أن الدهر باق سروره ... فقد ظنّ عجزا لا يدوم سرور