عبيد الله بن أبي بكرة، وعبيد الله مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو مولى مولى مولى، ادعى أبو بكرة أنه ثقفي، وادعى سليمان أنه تميمي، وادعى ابن مناذر أنه من بني صبير بن يربوع فهو دعي مولى دعي مولى دعي، وهذا مما لم يجتمع في غيره.
وعن محمد بن يزيد النحوي «١» أن ابن مناذر كان إذا قيل له ابن مناذر- بفتح الميم- يغضب ثم يقول: أمناذر الصغرى أم مناذر الكبرى، وهما كورتان من كور لأهواز، إنما هو مناذر على وزن مفاعل من ناذر فهو مناذر.
ومما هدد به المعتزلة حين توعدوه ومنعوه من دخول المسجد قوله «٢» :
أبلغ لديك بني تميم مألكا ... عني وعرّج في بني يربوع
أني أخ لكم بدار مضيعة ... بوم وغربان عليه وقوع
يا للقبائل من تميم ما لكم ... روبى ولحم أخيكم بمضيع
وإذا تحزبت القبائل صلتم ... بفتى «٣» لكلّ ملمة وفظيع
هبّوا له فلقد أراه بنصركم ... يأوي الى جبل أشمّ منيع
إن أنتم لم توتروا لأخيكم ... حتى يباء بوتره المتبوع
فخذوا المغازل بالأكفّ وأيقنوا ... ما عشتم بمذلة وخضوع
إن كنتم حدبا «٤» على أحسابكم ... سمعا فقد أسمعت كلّ سميع
أين الرياحيون «٥» لم أر مثلهم ... في النائبات وأين رهط وكيع
وروى المبرد عن أبي واثلة قال: كان أبان اللاحقي يولع بابن مناذر ويقول له:
إنما أنت شاعر في المراثي فإذا متّ فلا ترثني، وكثر ذلك من أبان عليه حتى أغضبه فقال يهجوه: