غريب العلا يفتنّ في مكرماته ... إذا ما انقضى شكل بدا بك في شكل
وجدنا ابن عبد الله أندى من الحيا ... وأعلى محلا منه في زمن المحل
فطورا يباريه الرجاء على النوى ... وطورا تناجيه المطالب في الرحل
إليك انتضى شوقي إليك عزيمة ... هي النصل تحت الليل أو سلّة النصل
على سابح يطوي المدى بسنابك ... لمسّتها فوق الصفا طاعة الرمل
إلى ماجد أمواله بيد الندى ... فليس عليها من وكيل سوى البذل
أبا الفضل كم لي في مساعيك نحلة ... ألذّ على الأفواه من ضرب النحل
فريدة لفظ في فريد محاسن ... فتلك بلا مثل وأنت بلا مثل
وقال «١» :
خذوا حديث غرامي عن ضنى بدني ... أغنى لسان الهوى عن دمعي اللّسن
وخبّروني عن قلبي ومالكه ... فربما أشكل المعنى على الفطن
من ذا الذي ترهب الأبطال صولته ... زيد الفوارس أم سيف بن ذي يزن
وما جفون إذا سلّت صوارمها ... تجاذبت مهج الأقران في قرن
هذا الذي سلب العشاق نومهم ... أما ترى عينه ملأى من الوسن
تفرّق الحسن إلا في محاسنه ... ويلاه في فتن جمّعن في فتن
أمسى غرامي بذاك القدّ يوهمني ... ان اعتلال الصّبا شوقا إلى الغصن
إذا الصبابة عاطتني مدامتها ... فما فؤادي على سرّ بمؤتمن
أعيا اللوائم سمعي غير لائمة ... للشيب مالت إلى عينيّ عن أذني
حتى إذا ما تناهى العذل في كلفي ... قامت إليّ بنات الدهر تعذلني
فما ثنت ناظري عن منظر حسن ... حتى أرتني مكاني من أبي الحسن
وقال:
مررنا في ديار بني عديّ ... يجاذب لوعتي شرق وغرب