للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك حتى منعني «كتاب العين» وكنت ذهبت للاستنساخ من نسخته فلما يئست منه قيل لي أين أنت من أبي العباس ابن ولاد؟ فقصدته فلقيت رجلا كامل العلم حسن المروءة، فسألته الكتاب فأخرجه إليّ. ثم ندم أبو جعفر حين بلغه إباحة أبي العباس الكتاب لي، وعاد إلى ما كنت أعرفه منه.

ومن شعر منذر بن سعيد ما كتب به إلى أبي علي القالي يستعير كتابا من الغريب «١» :

بحق ريم مهفهف ... وصدغه المتعطّف

ابعث إليّ بجزء ... من «الغريب المصنف»

فأرسل إليه الكتاب وأجابه بقوله:

وحقّ درّ مؤلف ... بفيك أيّ تألف

لأبعثنّ بما قد ... حوى الغريب المصنف

ولو بعثت بنفسي ... إليك ما كنت أسرف

وقال أيضا «٢» :

مقالي كحدّ السيف وسط المحافل ... أميز به ما بين حقّ وباطل

بقلب ذكيّ قد توقّد نوره ... كبرق مضيء عند تسكاب وابل

فما زلقت رجلي ولا زلّ مقولي ... ولا طاش عقلي عند تلك الزلازل

وقد حدّقت حولي عيون إخالها ... كمثل سهام أثبتت في المقاتل

أخير إمام كان أو هو كائن ... بمقتبل أو في العصور الأوائل

وفود ملوك الروم حول فنائه ... مخافة بأس أو رجاء لنائل

فعش سالما أقصى حياة مؤمّلا ... فأنت رجاء الكلّ حاف وناعل

ستملكها ما بين شرق ومغرب ... إلى أرض قسطنطين أو أرض بابل

توفي منذر بن سعيد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>