فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله ... ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب
وقالوا عهدناه وكلّ عشية ... بأبوابه من طالبي العرف راكب
هو البدر والناس الكواكب حوله ... ولا تشبه البدر المضيء الكواكب
فقال سليمان للفرزدق: كيف ترى شعره؟ فقال: هو أشعر أهل جلدته، قال سليمان: وأهل جلدتك، يا غلام أعط نصيبا خمسمائة دينار وللفرزدق نار أبيه، فخرج الفرزدق وهو يقول:
وخير الشعر أشرفه رجالا ... وشرّ الشعر ما قال العبيد
وقال «١» :
ليس السواد بناقصي ما دام لي ... هذا اللسان إلى فؤاد ثابت
من كان ترفعه منابت أصله ... فبيوت أشعاري جعلن منابتي
كم بين أسود ناطق ببيانه ... ماضي الجنان وبين أبيض صامت
إني ليحسدني الرفيع بناؤه ... من فضل ذاك وليس بي من شامت
وقال:
كأن القلب ليلة قيل يغدى ... بليلى العامرية أو يراح
قطاة عزّها شرك فباتت ... تجاذبه وقد علق الجناح «٢»
لها فرخان قد تركا بوكر ... فعشهما تصفّقه الرياح
إذا سمعا هبوب الريح نصّا ... وقد أودى به القدر المتاح
فلا في الليل نالت ما ترجّي ... ولا في الصبح كان لها براح
وقال «٣» :
فان أك حالكا فالمسك أحوى ... وما لسواد جسمي من دواء
ولي كرم عن الفحشاء ناء ... كبعد الأرض من جوّ السماء