للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا ظبية علقتني في تصيّدها ... أشراكها وهي لم تعلق بأشراكي

رعيت قلبي وما راعيت حرمته ... فلم رعيت ولا راعيت مرعاك

أتحرقين فؤادا قد حللت به ... بنار حبّك عمدا وهو واراك

أسكنته حين لم يسكن به سكن ... وليس يحسن أن تسخي بسكناك

ما بال داعي غرامي حين يأمرني ... بأن أكابد حرّ الوجد ينهاك

ولم غدا القلب ذا يأس وذا طمع ... يرجوك أن ترحميه ثم يخشاك

ومن خطّ ابن العصار، قال أبو العلاء في رجل اسمه أبو القاسم [١] :

هذا أبو القاسم أعجوبة ... لكلّ من بدري ولا يدري

لا ينظم الشعر ولا يحفظ ... القرآن وهو الشاعر المقري

قرأت بخطّ أبي سعد قال، سمعت المبارك بن أحمد بن الاخوة مذاكرة [٢] :

خرج رجل على سبيل الفرجة فقعد على الجسر فأقبلت امرأة من جانب الرصافة متوجهة إلى الجانب الغربي فاستقبلها شابّ فقال لها: رحم الله علي بن الجهم، فقالت المرأة في الحال: رحم الله أبا العلاء المعري، ولم يقفا ومرّا مشرّقا ومغرّبة، فتتبعت المرأة وقلت لها: أخبريني عافاك الله عما قال لك وعما أجبتيه، فقالت: نعم رحم الله علي بن الجهم، أراد قوله:

عيون المها بين الرصافة والجسر ... جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

وأردت بترحمي على أبي العلاء قوله:

فيا دارها بالحزن إن مزارها ... قريب ولكن دون ذلك أهوال

قال أبو زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي: أنشدني ابو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري لنفسه [٣] :

منك الصدود ومني بالصدود رضى ... من ذا علي بهذا في هواك قضى


[١] هما في بغية الطلب ٩: ١٧٦ وانظر تعريف القدماء: ٢٩٧ (نقلا عن الصفدي) .
[٢] وردت القصة في كتاب الأذكياء لابن الجوزي، انظر تعريف القدماء: ٣٨٩.
[٣] شروح السقط: ٦٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>