للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في «رسالة الغفران» [١] ولما أجلى عمر بن الخطاب أهل الذمة عن جزيرة العرب شقّ ذلك على الجالين، فيقال إن رجلا من يهود خيبر يعرف بسمير بن أدكن قال في ذلك:

يصول أبو حفص علينا بدرّة ... رويدك إنّ المرء يطفو ويرسب

كأنك لم تتبع حمولة مأقط ... لتشبع إنّ الزاد شيء محبب

فلو كان موسى صادقا ما ظهرتم ... علينا ولكن دولة ثم تذهب

ونحن سبقناكم إلى المين فاعرفوا ... لنا رتبة البادي الذي هو أكذب

مشيتم على آثارنا في طريقنا ... وبغيتكم في أن تسودوا وترهبوا

وهذا يشبه أن يكون شعره قد نحله هذا اليهودي، أو أن إيراده لمثل هذا واستلذاذه به من أمارات سوء عقيدته وقبح مذهبه.

ومن أشعاره الدالة على سوء اعتقاده قوله في لزوم ما لا يلزم أيضا [٢] :

وهيهات البرية في ضلال ... وقد نظر اللبيب لما اعتراها

تقدّم صاحب التوراة موسى ... وأوقع في الخسار من اقتراها [٣]

فقال رجاله وحي أتاه ... وقال الناظرون بل افتراها

وما حجّي إلى أحجار بيت ... كؤوس الخمر تشرب في ذراها

إذا رجع الحليم إلى حجاه ... تهاون بالمذاهب وازدراها

ومنها أيضا [٤] :

خذ المرآة واستخبر نجوما ... تمرّ بمطعم الأري المشور

تدلّ على الممات بلا ارتياب ... ولكن لا تدلّ على النشور


[١] رسالة الغفران: ٤٣٣- ٤٣٤.
[٢] اللزوميات: ٦٢٢.
[٣] اقتراها: تتبعها.
[٤] اللزوميات ١: ٥٥٦ (صادر) (١: ٣٩٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>