للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر البيتين اللذين في كتاب الخطيب، وزاد:

لا بل فتى خاصم في نفسه ... لم لم يفز قدما وفاز البقر

وكلّ من كان له ناظر ... صاف فلا بدّ له من نظر

وكتب ابن الرومي إلى أحمد بن محمد بن بشر المرثدي قصيدة يمدحه بها ويهنئه بمولود ولد له، ويحضه على برّ ابن عمار والاقبال عليه، يقول فيها [١] :

ولي لديكم صاحب فاضل ... أحبّ أن يبقى [٢] وأن يصحبا

مبارك الطائر ميمونه ... خبّرني عن ذاك من جرّبا

بل عندكم من يمنه شاهد ... قد أفصح القول وقد أعربا

جاء فجاءت معه غرّة ... تقيّل الناس بها كوكبا

إن أبا العباس مستصحب ... يرضي أبا العباس مستصحبا

لكنّ في الشيخ عزيرية ... قد تركته شرسا مشغبا

فاشدد أبا العباس كفّا به ... فقد ثقفت المخطب المحربا

باقعة إن أنت خاطبته ... أعرب أو فاكهته أغربا

أدّبه الدهر بتصريفه ... فأحسن التأديب إذ أدبا

وقد غدا ينشر نعماءكم ... في كلّ ناد موجزا مطنبا

والقصيدة طويلة.

قال: وصار محمد بن داود بن الجراح يوما إلى ابن الرومي مسلّما عليه، فصادف عنده أبا العباس أحمد بن محمد بن عمار، وكان من الضيق والإملاق في النهاية، وكان علي بن العباس مغموما به، فقال محمد بن داود لابن الرومي ولأبي عثمان الناجم: لو صرتما إليّ وكثرتما بما عندي لأنس بعضنا ببعض، فأقبل ابن الرومي على محمد بن داود فقال: أنا في بقية علة، وأبو عثمان مشغول بخدمة صاحبه


[١] ديوان ابن الرومي ١: ٢٣٥.
[٢] الديوان: يرعى.

<<  <  ج: ص:  >  >>