للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها بخطه قوما آخرين ووقّع عليها: لست أقطع عن أحد ما عوّدته ولا سيما من قال لي أطعمني الخبز، فأجر الأمر على ما في الجريدة واصبر على هذه المؤونة، فإما عشنا جميعا وإما متنا جميعا.

قال الزبيدي «١» : وخلف كتبا جليلة، فأوصى إلى علي بن محمد الكوفي أحد أعيان تلاميذه وتقدّم إليه في دفع كتبه إلى أبي بكر أحمد بن إسحاق القطربلي، فقال الزجاج للقاسم بن عبيد الله: هذه كتب جليلة فلا تفوتنّك، فأحضر خيران الورّاق فقوّم ما كان يساوي عشرة دنانير: ثلاثة، فبلغت أقلّ من ثلاثمائة دينار، فأخذها القاسم بها.

وقال أبو الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي في «كتاب مراتب النحويين» «٢» :

وانتهى علم الكوفيين إلى ابن السكّيت وثعلب، وكانا ثقتين أمينين، ويعقوب أسنّ وأقدم موتا وأحسن الرجلين تأليفا، وكان ثعلب أعلمهما بالنحو، وكان يعقوب يضعّف فيه. قال ثعلب: كنت يوما عند ابن السكيت فسألني عن شيء فصحت عليه، وكان ثعلب شديد الحدّة، قال فقال لي: لا تصح فوالله ما سألتك الا مستفهما.

وحدث أبو أحمد العسكري في «كتاب التصحيف» قال «٣» ، وأخبرنا أبو بكر ابن الأنباري قال، حدثني أبي قال: قرأ القطربلي على أبي العباس ثعلب بيت الأعشى:

فلو كنت في حب ثمانين قامة ... ورقّيت أسباب السماء بسلّم

فقال أبو العباس: خرب بيتك، هل رأيت حبا قط ثمانين قامة؟! إنما هو جب.

وحدث الخطيب «٤» قال، قال ثعلب: كنت أحبّ أن أرى أحمد بن حنبل فلما دخلت عليه قال لي: فيم تنظر؟ قلت: في النحو والعربية، فأنشدني أبو عبد الله وهو لبعض بني أسد:

<<  <  ج: ص:  >  >>