للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل ... خلوت ولكن قل عليّ رقيب

ولا تحسبنّ الله يغفل ما يرى ... ولا أن ما يخفي عليه يغيب

لهونا عن الآثام حين تتابعت ... ذنوب على آثارهنّ ذنوب

فيا ليت أنّ الله يغفر ما مضى ... ويأذن في توباتنا فنتوب

وحدث الخطيب «١» قال، قال أبو محمد الزهري: كان لثعلب عزاء ببعض أهله، فتأخّرت عنه لأنه خفي عليّ، ثم قصدته معتذرا فقال لي: يا أبا محمد ما بك حاجة إلى أن تتكلف عذرا فإن الصديق لا يحاسب، والعدوّ لا يحتسب له.

وجدت بخط أبي الحسن علي «٢» بن عبيد الله السمسمي اللغوي، حدثنا أبو محمد ابن الحسن النوبختي قال، حدثنا أبو الفتح محمد بن جعفر المراغي النحوي قال، حدثنا أبو بكر ابن الخياط النحوي قال: كنت عند أبي العباس ثعلب في بعض الأيام، فسأله رجل وقد ساء سمعه فقال له: يا أبا العباس- أعزّك الله- ما الصوص؟

فقال له: الصوح أصل الجبل، فأعاد الرجل سؤاله لعلمه بأن الشيخ ما فهم، فقال ثعلب: السوح جمع ساحة، فأعاد سؤاله ثالثة فعلم ثعلب أنه ما فهم عن الرجل، قال فقال له: ادن مني فألقم أذني فاك وقل، ففعل ذلك، فلما فهم ثعلب سؤاله قال:

نعم العرب تقول: رأيت صوصا على أصوص أي رجلا نذلا على ناقة كريمة.

حدث الزجاجي أبو القاسم عن علي بن سليمان الاخفش قال، أخبرنا أحمد بن يحيى ثعلب قال: قدم الرياشي بغداد سنة ثلاثين ومائتين فصرت إليه لآخذ عنه، فقال لي: أسألك عن مسألة، فقلت: نعم، فقال: تجيز نعم الرجل يقوم؟ فقلت: نعم هي جائزة عند الجميع، أما الكسائي فيضمر، والتقدير عنده نعم الرجل رجل يقوم لأنّ نعم عنده فعل، والفراء لا يضمر لأنّ نعم عنده اسم فيرفع الرجل بنعم ويقوم صلة للرجل، وأما صاحبك يعني سيبويه فإنه لا يضمر شيئا ونعم عنده أيضا فعل، ولكن يجعل يقوم مترجما، وهو الذي يسمونه البدل، فسكت فقلت له: فأسألك عن مسألة، فقال: نعم، فقلت: [أتجيز] يقوم نعم الرجل فقال: جائز، فقلت: هذه

<<  <  ج: ص:  >  >>