ومن شعر أحمد بن يوسف، كتب به إلى صديق له «١» :
تطاول باللقاء العهد منا ... وطول العهد يقدح في القلوب
أراك وان نأيت بعين قلبي ... كأنّك نصب عيني من قريب
فهل لك في الرواح إلى حبيب ... يقرّ بعينه قرب الحبيب
قال أحمد بن يوسف، وقد شتمه رجل بين يدي المأمون، للمأمون: قد والله يا أمير المؤمنين رأيته يستملي من عينيك ما يلقاني به.
وكتب إلى إسحاق بن إبراهيم الموصلي، وقد زاره إبراهيم بن المهدي: عندي من أنا عبده وحجتنا عليك إعلامنا اياك والسلام:
عندي من تبهج العيون به ... فإن تخلّفت كنت مغبونا
وأهدى إلى المأمون في يوم عيد هدية وكتب معها «٢» : هذا يوم جرت فيه العادة، باهداء العبيد إلى السادة، وقد أهديت قليلا من كثير عندي وقلت:
أهدى إلى سيده العبد ... ما ناله الإمكان والوجد
وإنما أهدى له ماله ... يبدأ هذا ولذا ردّ
فقال المأمون: عاقل أهدى حسنا.
ومن شعره اللطيف «٣» :
إذا ما التقينا والعيون نواظر ... فألسننا حرب وأبصارنا سلم
وتحت استراق اللحظ منا مودّة ... تطلّع سرا حيث لا يبلغ الوهم
وهو القائل في محمد بن سعيد بن حماد الكاتب، وكان يميل إليه وكان صبيا مليحا «٤» :
صدّ عني محمد بن سعيد ... أحسن العالمين ثاني جيد
صدّ عني لغير جرم إليه ... ليس الا لحسنه في الصدود