بشيزر في كنفهم، حاظيا برفدهم ساميا بشرفهم. وأثنى على خلفهم وترحّم على سلفهم. قال: وكان الأمير حينئذ بقلعة شيزر أخوه أبو العساكر سلطان، وهو ممدوحي الذي حباني الإكرام والاحسان، والأمير مرشد يقرّبني ويكرمني، وقال فيّ أبياتا منها «١» :
لئن نسي امرو عهدا فإني ... لعهد أبي الفوارس غير ناس
وما عاش الأمير أبو فراس ... فما مات الأمير أبو فراس
كنية العامري أبو فراس، وأبو فراس الآخر هو أبو فراس ابن حمدان، وكان العامري يتبجّح بالبيتين.
وذكر «٢» السمعاني في «تاريخه» أنشدني ولده أبو عبد الله محمد بن مرشد بن علي بن مقلد بن منقذ من حفظه، عند القبة التي فيها قبر أيوب النبي صلى الله عليه وسلّم، عند عقبة أفيق بنواحي الأردن قال: وأنا قائم أكتب، وهو وغلمانه على الخيل، قال: أنشدني والدي مرشد بن علي لنفسه بشيزر «٣» :
ظلوم أبت في الظلم إلا تماديا ... وفي الصدّ والهجران إلّا تناهيا
شكت هجرنا والذنب في ذاك ذنبها ... فيا عجبا من ظالم جاء شاكيا
وطاوعت الواشين فيّ وطالما ... عصيت عذولا في هواها وواشيا
ومال بها تيه الجمال إلى القلى «٤» ... وهيهات أن أمسي لها الدهر قاليا
ولا ناسيا ما استودعت من عهودها ... وإن هي أبدت جفوة وتناسيا
ومنها في العتاب:
وقلت أخي يرعى بنيّ وأسرتي ... ويحفظ فيهم عهدتي وذماميا
ويجزيهم ما لم أكلّفه فعله ... لنفسي فقد أعددته من تراثيا