للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتيل غبار، قال: ومعه قتل صول وجماعة من أصحابه وغلمانه وقيل: بل انحاز إلى العباس بن الوليد في جماعة من غلمانه فأعطاه العباس أمانا وبعض أولاد المهلب معه، فلما حصلوا في يده غدر بهم وقتلهم جميعا، وكان [١] يقاتل كلّ من بينه وبين يزيد من جيوش بني أمية ويكتب على سهامه: صول يدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيّه، فبلغ ذلك يزيد بن عبد الملك فاغتاظ وجعل يقول: ويلي على ابن الغلفاء ما له وللدعاء إلى كتاب الله وسنة نبيّه، ولعله لا يفقه صلاته. وكان محمد بن صول من رجال الدولة العباسية ودعاتها وكان يكنى أبا عمارة، وقتله عبد الله بن علي لما خالف مع مقاتل بن حكيم العكي. وكان بعض أهليهم ادّعوا أنهم عرب وأنّ العباس بن الأحنف الشاعر خالهم. وكان إبراهيم بن العباس وأخوه عبد الله من وجوه الكتّاب، وكان عبد الله أسنّهما وأشدّهما تقدما، وكان إبراهيم آدبهما وأحسنهما شعرا، وكان إذا قال شعرا اختاره وأسقط رذله وأثبت نخبته، فمن ذلك قوله [٢] :

ولكنّ الجواد أبا هشام ... وفيّ العهد مأمون المغيب

بطيء عنك ما استغنيت عنه ... وطلّاع عليك مع الخطوب

وهذا من نادر الشعر وجيده. ومن ذلك قوله لأخيه عبد الله [٣] :

ولكنّ عبد الله لما حوى الغنى ... وصار له من بين إخوانه مال

رأى خلّة منهم تسدّ بماله ... فساهمهم حتى استوت بهم الحال

وهذا يدل على أن قبله غيره، ولولا أن يكون قبله غيره لقال: «ألا إن الجواد أبا هشام» و «ألا إنّ عبد الله» أو يكون قصد الإيهام بمدح قد تقدم هذه الأبيات من جملته والله أعلم.

وكان إبراهيم كاتبا حاذقا بليغا فصيحا منشئا. وإبراهيم [٤] وأخوه عبد الله من


[١] يتفق مع ما في الأغاني ١٠: ٤٣ (مع بعض تفاوت قليل) .
[٢] مروج الذهب ٥: ٢٥ والطرائف الأدبية: ١٢٩.
[٣] الطرائف الأدبية: ١٣٦.
[٤] قارن بالأغاني ١٠: ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>