للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن لم تكن آثر من ناظري ... عندي فلا متّعت بالناظر

وكتب إلى أبي الحسين «١» الطبيب «٢» :

إنا دعوناك «٣» على انبساط ... والجوع قد أثّر في الأخلاط

فإن عسى ملت إلى التباطي ... صفعت بالنعل قفا بقراط

وله «٤» :

بعدت فطعم العيش بعدك علقم ... ووجه حياتي مذ تغيبت أرقم

فما لك قد أدغمت قربك في النوى ... وودّك في غير النداء مرخم

وقال لما حضرته الوفاة «٥» :

وكم شامت بي عند موتي جهالة ... بظلم يسلّ السيف بعد وفاتي

ولو علم المسكين ماذا يناله ... من الذلّ بعدي مات قبل مماتي

وله أيضا «٦» :

بدا لنا كالبدر في شروقه ... يشكو غزالا لجّ في عقوقه

يا عجبا والدهر في طروقه ... من عاشق أحسن من معشوقه

قال أبو بكر الخوارزمي «٧» أنشدنا الصاحب هذه القوافي ليلة وقال: هل تعرفون نظيرا لمعناها في شعر المحدثين؟ فقلت لا أعرف إلا قول البحتري:

ومن عجب الدهر أنّ الأمير ... أصبح أكتب من كاتبه

قال فقال: جودت وأحسنت هكذا فليكن الحفظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>